النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله إذا أحب عبدا نادى جبريل: إن الله قد أحب فلانا فأحبه، فينادي جبريل بذلك في السماء فيجيبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض" (?)، فلزم منزله ومجلسه وبذل النفس والمال والجاه للمستورين من الغرباء والفقراء المنقطع بهم حتى صار الفقراء في مجالسه كما حدثونا عن إبراهيم بن الحسين، نا عمرو بن عون، نا يحيى بن اليمان قال: كان الفقراء في مجلس سفيان أمراء قد وفقه الله لعمارة المساجد والحياض والقناطر والدروب وكسوة الفقراء والعراة من الغرباء والبلدية، حتى بني دارا للمرضى بعد أن خربت الدور القديمة لهم بنيسابور، ووكل جماعة من أصحابه المستورين بتمريضهم وحمل مياههم إلى الأطباء وشراء الأدوية، ولقد أخبرني الثقة أن الله تعالى ذكره قد شفا جماعة منهم فكساهم وزودهم للرجوع إلى أوطانهم، وقد صنف في علوم الشريعة ودلائل النبوة وفي سير العباد والزهاد كتبا نسخها جماعة من أهل الحديث وسمعوها منه، وصارت تلف المصنفات في المسلمين تاريخًا لنيسابور وعلمائها الماضين منهم والباقين، وكثيرا أقول: إني لم أر أجمع منه علمًا وزهدا وتواضعا وإرشادا إلى الله تعالى ذكره وإلى شريعة نبيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وإلى الزهد في الدنيا الفانية والتزود منها للآخرة الباقية، زاده الله ترفيعا وأسعدنا بأيامه، ووفقنا للشكر لله تعالى ذكره بمكانه، إنه خير معين وموفق (?).