قال: سئل عبادة بن الصامت -رضي اللَّه عنه- ورافع بن خديج وكانا عقبيين بدريين فقيل لهما: أرأيتما ما يقول الناس في هذه الصخرة أحقًّا هو فنأخذ به أو هو شيء أصله من أهل الكتاب فندعه.
فقالا، سبحان اللَّه ومن يشك في أمرهما إن اللَّه -عز وجل- لما استوى إلى الماء قال: لصخرة بيت المقدس: (هذا مقامي وموضع عرشي يوم القيامة ومحشر عبادي وهذا موضع جنتي عن يمينها وموضع ناري عن يسارها وفيه أنصب ميزاني أمامها وإن اللَّه ديّان يوم الدين ثم استوى إلى علّيين).
وعن عبد الرحمن بن منصور قال: سمعت أبي قال: قدم مقاتل بن سليمان إلى بيت المقدس وصلى عند باب الصخرة القبلي فاجتمع إليه خلق كثير من الناس فكتب
عنه وسمع منه فأقبل على أبي بدوي يطأ بنعلين على البلاط وطأً شديدا فسمعه فغمه ذلك وقال لمن حوله: انفرجوا على انفراج الناس عنه، وأهوى بيده يشير إليه، ويزجره أيها الواطئ ارفع بوطئك فوالذي نفس مقاتل بيده ما تطأ إلا على أساطين الجنة وأما هذا الذي عليه الحائط مديرا. أو قال: السور ما فيه موضع شبر إلا وصلى عليه نبي مرسل وملك مقرب. وعن أم عبد اللَّه ابنة خالد بن معدان عن أمها (لا تقوم الساعة حتى تزف الكعبة إلى الصخرة فيتعلق بها جميع من حجّها واعتمرها فإذا زارتها الصخرة قالت مرحبا بالزائرة