يخرجوا له عن المكان الذي بأيديهم، ويعوضهم عنه إقطاعات كثيرة عرضها عليهم وأن يبقوا لهم أربع كنائس لم تدخل في العهد وهي كنيسة مريم وكنيسة المصلبة داخل باب شرقي، وكنيسة تل الجيف، وكنيسة أم حميد التي بدرب الصقيل، فأبوا ذلك أشد الإباء فقال: آتونا بعهدكم الذي بأيديكم من زمن الصحابة فأتوا به فقرأه بحضرة الوليد، فإذا كنيسة توما التي كانت خارج باب توما عند النهر لم تدخل في العهد، وكانت فيما يقال أكبر من كنيسة مري حنا فقال أن اهدمها واجعلها مسجدا فقالوا: بل يتركها أمير المؤمنين ما ذكر من الكنائس ونحن نرضى بأخذه بقية هذه الكنيسة فأقرهم على تلك الكنائس وأخذ منهم بقية هذه الكنيسة، ثم أمر بإحضار آلات الهدم، واجتمع إليه الأمراء والكبراء رؤوس الناس، وجاءت أساقفة النصارى وقساوستهم، فقالوا: يا أمير المؤمنين إنا نجد في كتبنا أن من يهدم هذه الكنيسة يجن، فقال: أنا أحب أن أجن في اللَّه واللَّه لا يهدم فيها أحد قبلي، ثم صعد المنارة الغربية ذات الأضالع المعروفة اليوم بالساعات وكانت صومعة، فإذا فيها راهب فأمره بالنزول منها فأكبر الراهب ذلك وتلكأ فأخذ الوليد بقفاه، ولم يزل يدفعه حتى أصدره منها، ثم صعد الوليد على أعلى مكان في الكنيسة فوق المذبح الأكبر الذي يسمونه الشاهد وأخذ أذيال قباه، وكان لونه أصفر سفرجليا فغرز بها في المنطقة، ثم أخذ بيده فأسا وضرب به في أعلى حجر هناك فألقاه فتبادر إليه الأمراء إلى الهدم وكبَّر المسلمون ثلاث تكبيرات وصرخت النصارى بالعويل والويل على درج جبرون وقد اجتمعوا هناك فأمر الوليد أمير الشرطة وهو أبو نائل رباح الغساني أن يضربهم حتى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015