كتبوا إلى أبي بكر بن خالد بن الوليد وهو بالعراق ويقال: بناحية عين التمر وقد فتح اللَّه القادسية وجلولا وأمير الجيش يومئذٍ سعد بن أبي وقاص، وكتب إليه أن اصرف بثلاثة آلاف فارس فأنقذ إخوانك بالشام والعجل بالعجل إلى إخوانكم بالشام فواللَّه لقرية من قرى الشام يفتحها اللَّه تعالى على المسلمين أحب إلى اللَّه من رساتيق العراق ففعل خالد، وشق الأرض هو ومن معه حتى خرج إلى ضمير فوجد المسلمين معسكرين بالجابية فنزل خالد على شرحبيل بن حسنة، ويزيد بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، فاجتمع هؤلاء الأربعة يبرمون أمر الحرب، وقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ألا إن عقر دار المسلمين بالشام ألا إن اللَّه عز وجل تكفل لي بالشام وأهله ألا إن صفوة اللَّه من بلاده يسير إليها صفوته من عباده لا ينزع إليها إلا مرحوم، ولا يرغب عنها إلا مفتون.
روي أن أبا بكر بن سليمان بن الأشعث، قال: بالشام عشرة آلاف عين رأت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكذا رواه صاحب كتاب الأنس عن الوليد بن مسلم، وقال في ترغيب أهل الإسلام لابن عبد السلام: لما علمت الصحابة رضي اللَّه عنهم أجمعين تفضيل الشام على غيره رحل منهم إليه عشرة آلاف عين رأت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وروي عن كعب الأحبار أنه قال عن التوراة في السفر الأول المحمد رسول اللَّه عبدي المختار لا فظ ولا غليط ولا صخاب في الأسواق ولا يجزي