وقال الفضل بن فضالة: الأبدال بالشام خمسة عشرون رجلًا بحمص، وثلاثة عشر بدمشق، ورجلان ببيسان، وقال الحسن بن يحيى سبعة عشر بدمشق وأربعة ببيسان، والشام مواطن أكثر الأنبياء ومواضع العباد والزهاد وبها الأبدال وسكناهم بجبل اللسكان ويقال اللكام وبجبل لبنان.
وأما كونها عقر دار المؤمنين فقد روى جبير بن نفير عن النواس بن سمعان قال: فتح اللَّه تعالى على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فتحًا فقالوا يا رسول اللَّه: سبيت الخيل ووضع السلاح فقد وضعت الحرب أوزارها وقالوا: لا قتال، فقال: كذبوا الآن جاء القتال لا يزال أمر اللَّه عز وجل يزيغ قلوب قوم منهم حتى يأتي أمر اللَّه تعالى على ذلك وعقر دار المؤمنين بالشام يعني أصلها بفتح العين وضمها.
وقال ثابت: عظمها، وقال أبو زيد: عقر دار القوم وطنهم، وقال يعقوب العقر: البناء المرتفع، وعن سلمة بن نفيل قال: كنت جالسًا عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "يوحى إلى أني مقبوض غير ملبث وأنكم ستبغون إفسادا يضرب بعضكم رقاب بعض، ولا يزال من أمتي أناس يقاتلون على الحق ويزيغ اللَّه قلوب أقوام ويرزقهم اللَّه منهم حتى تقوم الساعة، وحتى يأتي وعد اللَّه والخيل معقودة في نواصيها الخير،
وعقر دار الإسلام بالشام" أخرجه النسائي في سننه والإمام أحمد في مسنده.
وروى عبد الرحمن بن جبير بن نفير أن يزيد بن أبي سفيان ومن معه