وتقبل اللَّه من امرأة عمران نذرها ببيت المقدس ووهب اللَّه لدواد "ذنبه" ببيت المقدس وأيد اللَّه "تعالى" عيسى -عليه السلام- بروح القدس ببيت المقدس، وآتى اللَّه الحكم ليحيى صبيا في بيت المقدس وكان عيسى -عليه السلام- يحيي الموتى ويصنع العجائب في بيت المقدس، ومن صلى في بيت المقدس فكأنما صلى "في السماء" الدنيا، وتخرب الأرض كلها ويعمر بيت المقدس.
ويحشر اللَّه الأنبياء كلهم إلى بيت المقدس، "ويحشر اللَّه محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى بيت المقدس"، وأول ما انحسر ماء الطوفان عن صخرة بيت المقدس، ويسر اللَّه الأنبياء كلهم لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فصلى بهم في بيت المقدس، وينفخ في الصور النفخة الثانية من بيت المقدس وينادي المنادي على صخرة المقدس، وتصف الملائكة حول بيت المقدس وتسجد النار في بيت المقدس وباب السماء مفتوح في بيت المقدس وهزت النخلة لمريم -عليها السلام- رطبا جنيا ببيت المقدس، وتطير أرواح المؤمنين إلى أجسامهم في بيت المقدس.
وقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن خيار أمتي تهاجر هجرة بعد هجرة إلى بيت المقدس، ومن صلى ببيت المقدس بعد أن يتوضأ ويسبغ الوضوء ركعتين أو أربعا غفر له ما كان قبل ذلك". وفي رواية: "من صلى ببيت المقدس خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وكان له بكل شعرة من جسده مائة نور عند اللَّه يوم القيامة، وكانت له حجة مبرورة متقبلة، وأعطاه اللَّه قلبا شاكرًا، ولسانا ذاكرا، وعصمه من المعاصي، وحشره مع الأنبياء، صلوات