الباب السابع عشر
في فضل الشام وما ورد في ذلك من الآيات والآثار والأخبار وسبب تسميتها بالشام وذكر حدودها، وما ورد من حديث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على مكانها وما تكفل اللَّه تعالى لها، وأنها غصن دار المؤمنين، وعمود الإِسلام بها، وأن الشام صفوة اللَّه من بلاده يسكنها خيرته من عباده. ودعا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لها بالبركة، وذكر بناء مسجد دمشق وعمارته، ومبدأ أمره وما بها من المساجد والمشاهد المقصودة بالزيارة المعروفة بإجابة الدعوات والتنبيه عليها، وما في معناها أما الفضل فقد تقدم في الباب الأول من الآيات الورادة في فضل الأرض المقدسة ما يغنى عن الإعادة ههنا فليراجع منه، وفي ترغيب أهل الإِسلام عقب الكلام على قوله تعالى: {وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} [المؤمنون: 50]، قال عبد اللَّه بن سلام هي دمشق، وقال ابن عباس -رضي اللَّه عنه- هي بيت المقدس وروى أبو أمامة الباهلي رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "أتدرون أين هي يعني إلى الربوة قال اللَّه ورسوله أعلم. قال: هي بالشام بأرض يقال
لها الغوطة مدينة يقال لها دمشق هي آخر مدائن الشام" وكذا قال ابن عباس، وعبد اللَّه بن سلام، وسعيد بن المسيب والحسن البصري.