والحفظ وحسن التصنيف وجودة الخط رأيت نسخة بسنن أبي داود بخطه وهي عمده ولد الحافظ أبو الفضل ببيت المقدس سنة ثمان وأربعين وأربعمائة وأول ما سمع منه سنة ستين، ورحل إلى بغداد سنة سبع وستين، واجتمع في رحلته بالشيخ أبي إسحاق الشيرازي، ثم رجع إلى بيا المقدس وأحرم منه إلى مكة المشرفة وأول من سمعه الفقيه نصر المقدسي ومات ابن طاهر سنة سبع وخمسمائة ببغداد.
والإمام محمد الطرطوشي الأندلسي الفهري المالكي بن الوليد بن محمد بن خلف قرأ الأدب على ابن حزم ورحل إلى بلاد الشرق سنة ست وتسعين وأربعمائة وقدم بيت المقدس وحج وتفقه على أبي بكر الشاشى المستطهري وسكن الشام ودرس بها وكان إمامًا عابدًا زاهدًا عالمًا ولد سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.
والإمام أبو حامد محمد الغزالي حجة الإسلام الطوسي أقام بدمشق مدة ثم انتقل إلى بيت المقدس ورحل إلى الإسكندرية وأقام بها مدة ثم عاد إلى طوس مات سنة خمس وخمسمائة.
وأبو الغنائم محمد بن على بن ميمون الترس الكوفي الحافظ ديِّن خيِّر ثقة رحل إلى الشام وسمع الحديث بيت المقدس وعنده فوائد تتعلق بالحديث مات سنة عشر وخمسمائة بالحلة وحمل إلى الكوفة وأقام أبو بكر محمد بن عبد اللَّه المقري الأشبيلي الحافظ المشهور بالتحقيق والتدقيق في العلوم تقدم ذكره.
وأبو عبد اللَّه محمد الديباجي بن أحمد بن يحيي المقدسي العثماني من أولاد الديباج بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان رضي اللَّه عنه وعن أمه فاطمة بنت الحسن بن علي بن أبي طالب رضي اللَّه