يوم أعده عليَّ فذكره له فلما فرغ، قال له: يا ابن واسع إني أعهد إليك أن لا تعلم أحدًا هذا الدعاء
الذي تدعوه أبدًا. فقال له محمد بن واسع: لك علي عهد اللَّه أن لا أكتمه عن أحد من خلق اللَّه تعالى ما عشت وما حييت، توفي رحمه اللَّه تعالى سنة سبع وعشرين ومائة على خلاف فيه.
ومالك بن دينار من الأئمة الأعلام، روى عن أنس، وعنه أبان، وهمام، وثقه النسائي، وأخرج له أصحاب السنن: أبو داود والنسائي، والترمذي، وابن ماجه، توفي سنة ثلاث وعشرين ومائة.
والوليد بن عبد الملك بن مروان بنى مسجد دمشق، ومسجد مصر، وعمر في بيت المقدس.
وقال ضمرة: سمعت إبراهيم بن أبي عبلة، يقول: رحم اللَّه الوليد وأين مثل الوليد، كان يعطيني قصاع الفضة فأقسمها على قراء بيت المقدس، توفي في سنة ست وتسعين بدمشق رحمه اللَّه تعالى.
وسليمان بن عبد الملك بن الخيلفة "كان" أتى بيت المقدس وأتته الوفود بالبيعة وكان يجلس بـ "قبة الصخرة" في صحن مسجد بيت المقدس مما يلي الصخرة وتبسط البسط بين يدي قبته عليها "النمارق" والكراسي فيجلس ويأذن للناس فيجلسون على الكراسي، والوسائد وكان يكون إلى جانبه الأموال وكتاب الدواوين، وكان قد نعم بالإقامة ببيت المقدس، واتخذها منزلًا وجمع الأموال والناس بها واجتمع سليمان بن عبد الملك بأبي حازم، وسأله ووعظه واجتمع بالزهري، وروينا في مستدرك الحافظ أبي محمد عبد اللَّه بن عبد الرحمن الداري عن الضحاك بن موسى، قال: مر سليمان بن عبد الملك بالمدينة: يريد مكة فقال: هل بالمدينة أحد أدرك من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ فقيل له: أبو حازم، فأرسل إليه فدخل عليه، فقال له: يا أبا حزم ما لنا نكره الموت؟ قال: لأنكم خربتم الآخرة وعمرتم الدنيا فكرهتم أن تنتقلوا