تعالى. ومحراب معاوية -رضي اللَّه عنه- ويقال: إنه المحراب اللطيف الذي هو الآن داخل مقصورة الخطابة وبينه وبين المحراب الكبير المنبر الشريف وفي داخل المسجد الأقصى وخارجه مما هو داخل السور محاريب كثيرة وضعها الناس على اختلاف طبقاتهم لمقتضيات اقتضت وضعها فمنها ما وضع برؤيا نبي من الأنبياء يصلي هناك أو ولى من الأولياء وكلها مقاصد خير وفيه الموضع الذي خرقه جبريل عليه السلام وربط فيه البراق خارج باب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو من المواضع الواجبة التعظيم وما شاكله من الآيات المقدسة والمشاهد التي هي على التقوى والرضوان مؤسسة، ومنها الصخور التي في مؤخر المسجد مما يلي باب الأسباط وعندها الموضع الذي يقال له كرسي سليمان الذي دعا عنده لما فرغ من بناء المسجد كما قدمنا فاستجاب اللَّه له فيه، والذي ينبغى لقاصد هذه المحاريب والمواضع المعروفة بإجابة الدعوات وجرت العادات أن يصلي فيها ما شاء اللَّه أن يصلي ويجتهد في الدعاء فيها بما قدمناه من الأدعية المأثورة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وما أحب أن يدعو به أمر دين ودنيا هذا مع تصحيح النية والتوبة إلى اللَّه تعالى والإقلاع عن الذنوب والندم على فعلها والعزم على أن لا يعود إليها والاشتغال بتعطم حرمات اللَّه وحرمات بيته المقدس الذي هو أكبر مساجد الإسلام وشكره على ما منحه من زيارته وتأهيله لذلك يجتهد في الطاعات والدعاء والصدقة في كل مكان منها ما أمكنه فإن ذلك فضل كبير وخير كثير فإذا فعل ذلك خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه إن شاء اللَّه تعالى وأما ما يشرع من الأبواب فأولها باب الرحمة وهو في المسجد من جهة السور الذي قال اللَّه تعالى {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ