وادي جهنم.
وعن ابن عباس -رضي اللَّه عنه- أنه وقف على سور بيت المقدس الشرقي فقال من ههنا ينصب الصراط. وعن مجاهد عن ابن عمر قال: "قال: رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- جهنم محيطة بالدنيا والجنة من ورائها فلذلك صار الصراط على جهنم طريق إلى الجنة".
وأما ما في داخل المسجد من المحاريب المقصودة بالزيارة والصلاة فيها فمحراب داود عليه السلام على اختلاف فيقال إنه المحراب الكبير الذي في سور المسجد الشرقي ويقال إنه المحراب الكبير الذي بجوار المنبر وقال صاحب الفتح القدسي إنه محراب داود عليه السلام في حصن بيت المقدس في موضع إقامته في سكنه كان في الحصن ومعبده فيه وكذلك محرابه الذي ذكره اللَّه تعالى في القرآن بقوله: {إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} [ص: 21] يحتمل أن يكون محرابه الذي كان يصلي فيه في الحصن في مكان متعبده فيه، وكان المحراب الكبير الذي في داخل المسجد وكان موضع صلاته إذا دخل المسجد ولما جاء عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- اقتقى أثره وصلى مكان متعبده فسمي محراب عمر، لكونه أول من صلى فيه يوم الفتح وهو في الأصل محراب داود عليه السلام ويعضده ما كان من اجتهاد عمر -رضي اللَّه عنه- حين قال لكعب بن ماتع أن تجعل مصلانا في هذا المسجد فقال في مؤخره مما يلي الصخرة فتجتمع القبلتان قال يا أبا إسحاق ضاهيت اليهودية نحن قوم لنا مقدم المساجد ثم خط المحراب في ذلك المتعبد الذي كان له داود عليه السلام إذا دخل المسجد فوافق رأيه واجتهاده اختيار داود عليه السلام لذلك المكان قديما واتخاذه مصلى ومحراب