الاصطفاء أبونا آدم عليه
السلام ولا يعلم أنه كان لبيت المقدس في حياته وجود أصلا إلا في علم اللَّه ويدل لذلك ما أسنده الحافظ أبو محمد القاسم بن عساكر في كتابه: "المستقصى في فضائل المسجد الأقصى" عن كعب الأحبار أنه قال: الأساس القديم الذي كان لبيت المقدس إنما وضعه سام بن نوح ثم بناه داود وسليمان على ذلك الأساس، وقد ثبت في الصحيح أنه كان بين آدم ونوح عشرة قرون هذا أقدم ما بلغنا في تأسيس بيت المقدس منقولا، أما ما ذكره القرطبي من أنه يجوز لبعض أولاد آدم وضعه ويجوز أن يكون الملائكة أيضا بنته بعد بنائها البيت الحرام فمراده أنه لم يرد ما يخالفه أما الوقوع فإنه لم يأت فيه شيء وأما البيت الحرام فإنه كان موجودًا ظاهرا لمن يقصده بالحج والزيارة آدم عليه السلام ممن حجه وطاف به ففي كتاب الأم لإمامنا الشافعى -رضي اللَّه عنه- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: "أن آدم لما حج والبيت تلقته الملائكة وقالوا بر حجك يا آدم لقد حججنا هذا البيت قبلك بألف عام" وفي تاريخ ابن جرير بإسناده عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: