ومن فوائده المتعلقة بالكلام على القبلتين وما جاء في ذلك من الأخبار والآثار ما حكاه الإمام العلامة قاضي القضاة خطب الخطاء جمال الدين بن جماعة الشافعي رحمه اللَّه تعالى حيث قال: وقد تنازع عندنا رجلان زعم أحدهما أن بيت المقدس لم يستقبله أحد من الأنبياء إلا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، وزعم الآخر أن جميع الأنبياء استقبلوه ولم يستقبل الكعبة أحد منهم إلا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- وقيل في الصواب وبيان ذلك وإيضاح القول فيه فقال رحمه اللَّه تعالى: ولا شك أن الكعبة قبلة الأنبياء كلهم وسمع الثاني قول الزهري لم يبعث اللَّه منذ أهبط آدم إلى الدنيا نبيا إلا جعل قبلته صخرة بيت المقدس ومعلوم أن القولين متعارضين وشأن العلماء فيما يبدأ سبيله سلوك سبيل التأويل إلا أن يحصل به الجمع فإن تعذر أجروها مجرى البيتين المتعارضين في التساقط وأقبلوا على كلام غيرهما من علماء المحققين وها أنا إن شاء اللَّه تعالى أوقفك على كلامهم على ما هو حق اليقين وأسوقه لك سياق التاريخ المرتب على السنين فأقول وباللَّه التوفيق.
أول من خصه اللَّه تعالى بشرف النبوة ومنحه رتبه