فاس يحذرهم ما صنعوا ويغريهم على بيعة المترجم والدخول تحت طاعته، ويعدهم بتسريح إخوانهم الرماة المسجونين، ولما وصل الليريني إليهم وقرءوا الكتاب المذكور وثبوا على الليريني فقتلوه وصلبوه على التوتة الكائنة بسوق الصفارين، وقتلوا الحاج الخياط عديل بداره بالمعادي، وتمادوا على قتل كل من ذكر المترجم حتى لم يبق لاسمه ذكر بفاس.
وفي سادس محرم نودي في وقت الصلاة بهجوم العدو وخرج الناس من المساجد وصلوا الجمعة ظهرا فكشف الغيب أن لا عدو فاطمأنوا وأقاموا صلاة الجمعة وخطبوا بمولاي عبد المالك.
وفي يوم السبت سابع محرم وقع قتال كبير بين أهل فاس والوداية والعبيد، مات من أهل فاس نحو ثمانية وجرح نحو العشرين، ومات من الوداية ومن انضم إليهم نحو أربعمائة.
قال في "نشر المثاني" وفي تاسع المحرم قدم على السلطان مولاي أحمد مَن بقي (?) من جيشه من قبائل المغربْ فأحاطت الجيوش بمدينة فاس كالخاتم، فلما أصبح يوم عاشوراء برر (?) جيش العبيد على فاس، وأحاطوا بها إحاطة السوار بالمعصم، وقصدوها دفعة واحدة ولم يخرج لهم أحد من أهل فاس، وإنما حاربوهم من أسوارها إلا القليل خرج إليهم، فهزم الله تعالى الجيوش كلها، ولم يمت من أهل فاس أحد إلا الولي الصالح سيدي العربي بن عيسون، لأنه خرج على باب المسافرين فأصابته رصاصة فقتلته، وحكموا أنهم منعوه من الخروج أولا خوفا عليه فقال: إن لم تتركوني أخرج يدخل عليكم العبيد يشير أنه الطالب من الله تعالى أن يصرفهم عن فاس وأنه افتداهم بنفسه وأنه حصل لأهل فاس دهش