عظيم. ثم كتب لهم مولاي أحمد رسائل يدعوهم إلى خلع مولاي عبد المالك والدخول في طاعته فامتنعوا، وهو في ذلك مساعف للعبيد، وإلا فقد كان حاله إنما يريد الراحة لكن كان الأمر والنهي للعبيد، وليس له من الملك إلا الاسم لا المسمي لا يقطع أمرًا إلا بما يأمرونه [به] وبهذا اعتذر أهل فاس وامتنعوا من الدخول تحت العبيد. ثم حمي وطيس الفتنة وبقي الحرب سجالا (?).

وورد الخبر بأن سفيان وبني مالك وشراكة وأولاد جامع والحياينة اجتمعوا يريدون أن ينصروا موالي عبد المالك لأنهم باقون على عهده ولم يخلعوه، فوجه لهم العبيد جيشا فاقتتلوا مع القبائل قرب وادي إينول (?) فانهزمت القبائل وبقي منهم قتلي كثيرون (?).

ومن جملة من قتل مع (?) القبائل وزير مولاي عبد المالك مولاي المنتصر بن مولانا إسماعيل، وحمل إلى فاس ودفن بروضة سيدي الخياط بالدوح من فاس القروس، قتله الوداية وأرسلوه مع بعض المحبوسين من أهل فاس، وقصدهم بذلك تحقق مولاي عبد المالك بهزيمة جيشه، فحينئذ يئس وانقطع رجاؤه من المدد (?).

وفي رواية أن الذي قدم بمولاي المنتصر سيدي عبد الله القصري في الرابع عشر من المحرم ودفن ليلا، وحضر جنازته السلطان مولاي عبد المالك وأعيان المدينة، وشد العبيد الحصار على فاس، وقطعوا الماء عن عدوة القرويين وأدنوا محلتهم لسورها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015