أنفسهم على ما يقاسون من أذي عمال والده، فتوافق الجميع على نصره وخلع أخيه المولي أحمد، وأعلنوا بذلك في الأسواق والأندية، قيل: كان ذلك في عاشر شعبان.
وفي يوم الجمعة رابع عشر منه خطب به على المنابر في سائر المساجد وخلفوا بمكناسة الزيتون ولده، وأبردوا بريدا لمولاي عبد المالك يعلمه بسائر ما وقع ويحثه على تعجيل القدوم عليهم للعاصمة المكناسية، فصار الرسول يطوي المراحل متأبطا المكاتب بشرح الواقع، وبِفَور وصول الخبر لمولاي عبد المالك أسرع السير إلى أن حل بالضريح الإدريسي الأكبر تاسع رمضان، وهناك لحق به وفد شرفاء فاس وعلمائها وأعيانها ورماتها مع القبائل المجاورة لهم فكرم وفادتهم وأنزلهم بوادي الشجرة بجنان هلال وأفاض عليهم موائد الإنعام والإكرام والصلات الضافية فسروا واستبشروا.
ومن الغد دخل مكناسة فتلقاه وجوهها على اختلاف طبقاتهم وقدموا إليه بيعتهم.
وفي الثالث والعشرين من رمضان شرع في قراءة صحيح البخاري في جمع من أعيان العلماء وأصدر أوامره لجميع القبائل بحضور العيد بحضرته فامتثل الكل فغمرهم موائد وصلات وعوائد.
وفي رابع شوال عزل التماق عن قضاء فاس، وولي مكانه العلامة أبا العباس الشدادي وولي العمالة العربي العسعاسي.
ولما تم له الأمر واستقر على عرش ملكه بمكناس قام أهل فاس وغيرهم يطلبون أخذ ثأرهم من أخيه السلطان المترجم وألصقوا به أمورا زعموا أنه ارتكبها تبعا لأهل الظلم والتعدي. قال في "الدر المنتخب" نقلا عن نشر المثاني: إن مولاي