على أيديهم وأن مولاي عبد المالك (?) بسوس هو أحق وأولي بالقيام بأعباء الخلافة ورتق ما تسبب فيه أخوه المترجم من الفتق، وأنهم يطلبون من أهل فاس والوداية الموافقة على هذا الأمر الذي فيه صلاح الأمة وغلق باب التهور والافتيات، فاستحسن أهل فاس والوداية ذلك منهم وتمت الحيلة عليهم وأجابوا العبيد بتحبيذ ما رأوا، وأنهم لا خروج لهم عما أبرموه واتفق رأيهم عليه، ففرح العبيد واستبشروا وأرسلوا إلى مولاي عبد المالك بسوس، ولما بلغه الخبر لبي دعوتهم. وأجاب رغبتهم، وجد في المسير وطوى المراحل وصاحب الترجمة في غمرته ساه.
ولما وصل مولاي عبد المالك لوادي بهت واتصل الخبر بالعبيد دخلوا على المترجم لدار ملكه وألقوا عليه القبض وأخرجوه من دار الملك وسجنوه بالدار التي كانت معدة لسكناه قبل ولايته على عهد والده، وأحاطوا به شرذمة من الحرس لحراسته ونادوا بخلعه والضرب على يده، وقيل: إنهم فعلوا به ذلك قبل تعيين السلطان في سابع شعبان، ومن الغد وصل الخبر لفاس.
وفي تاسع شعبان قدم العبيد إلى مشرع الرملة والعلماء والأشراف على فاس فتهيأَ أهل فاس لملاقاتهم في ثمانين ألفا من الرماة ورحبوا بهم وأضافوهم أحسن ضيافة، وشرحوا لهم عجز المخلوع عن القيام بمصالح الرعية وما آل إليه بسبب إهماله البلاد والعباد، من انعدام الأمن، وتساقط القوى على الضعيف، وأن رأيهم اجتمع على بيعة أخيه المولي عبد المالك لنجدته وشجاعته وحزمه وعزمه وضبطه وحسن سيرته وسياسته وعدله وميله للسلم والإصلاح بين الناس، وأنهم شهدوا منه ذلك في حياة والده حيث خالف عليه وبويع بتارودانت، ففرح أهل فاس بولايته لأنهم حركوا معه فكان يحسن إليهم ويواسي ضعيفهم ويصبرهم ويطيب