الغرناطي فلم تساعده الجماعة، فبعث إلى موسى الجراري وقال له: إن أهل فاس أرادوا مولاي إدريس فأخذت الجماعة بخاطره حتى سكن.
وفي يوم الخميس التاسع والعشرين من الشهر وقع شر كبير بالوادي المالح مات من أهل فاس نحو الثلاثين، وجرح نحو الخمسين، ومات من الوداية نحو ثلاثمائة وجرح نحو الثمانين، وصاروا يرمون البمب في اليومين بعد على أهل فاس.
اهـ، ما ذكره ابن إبراهيم ونحوه في نشر المثاني.
قال في "الدر المنتخب" ولما ترك الأمير ما كان عليه والده من القوة وحسن التدبير في الأمور وقع في النكبات، حتى عزل ولم يبق إليه التفات، وهكذا يقع لكل ملك ترك التدبير، وعدم التفرقة بين الأمر اليسير والعسير، اجتمع أهل فاس وغيرهم من أعيان القبائل وصناديدهم -غير الأوداية لم تنتظم في سلكهم- واتفق رأيهم على خلع المترجم وبيعة غيره ممن يقوم بأمور المسلمين من إخوته (?).
ولما وصل الخبر بالعبيد تيقنوا أنهم إذا لم يبادروا للدخول فيما دخل إليه أهل فاس ومن انضم إليهم يخرج الأمر من أيديهم وينبذون بالعراء ويحال بينهم وبين ما يشتهون من الاستبداد ونهب بيوت الأموال وأكل أموال الناس بالباطل، فأجمعوا أمرهم بينهم وتفاوضوا في تدبير حيلة يدخلون بها على أهل فاس ومن انتظم في سلكهم من عصبة القبائل، ورأوا أن لا حيلة تخلصهم إلا إظهار الأنفة والضجر من المترجم وتصميم العزم على خلعه لعجزه عن القيام بتدبير أُمور الرعية حتى عم الفساد وضربت الفوضي في سائر الأيالة الأطناب، وكتبوا لأهل فاس والوداية، بأن السلطان عجز عن الولاية، وأنه لابد من تقديم من يقوم بأمور المسلمين، من نبهاء إخوته المقتدرين، وأن هذا الخرق كان وقوعه منهم وأنهم يريدون جبر كسره