فاس بعض أصحابه وقتلوه وبات مولاي أبو فارس بالمحلة وتغير الناس لذلك وبالغد أرسلو إليه وألانوا له القول واصطلحوا معه وأتي إلى المدينة معهم.

وفي التاسع من جمادي الأول رحلت المحلة عن فاس بعد ما أصابتهم المشقة العظيمة من الكور والبمب. وفي يوم السبت الثالث عشر من الشهر خرج القائد المحجوب هاربا، وقد كان أهل فاس أعطوه الأمان حين كان القتال مع السلطان.

وفي عشية هذا اليوم وقع الشر أيضا بين أهل فاس والوداية عند بستيون باب الجيسة.

وفي العشرين كان آخر شر بالمحل المذكور وامتد إلى الغروب ومات كثير من الوادية ومن أهل فاس نحو خمسة عشر رجلا وجرح كثير منهم.

وفي الثالث والعشرين كان شر كبير عند باب الجيف بفاس الجديد، وذلك أن أهل فاس اتفقوا أن يذهبوا لفاس الجديد ويأخذوها قهرا، فتحزموا وخرجوا على ظهر الرمكة بعدد كثير، فلما رآهم الوداية أيقنوا بالهلاك وتحققوا أنهم لا يقدرون على ملاقاتهم، ثم إن الله تعالى ألقى في قلوب أهل فاس الرعب فرجعوا من حينهم هاربين وتبعهم الوداية بالقتل والضرب والسلب والنهب، ومات منهم ما بين مفقود وساقط في الوادي ومقتول ما ينيف على عشرين.

وفي يوم السبت خامس جمادي الثانية وقع قتال بوادي المالح خارج باب الجيسة، واشتد من الزوال إلى الليل مات من أهل فاس نحو العشرين ومن الوداية أكثر من ذلك.

وفي ليلة الجمعة الخامس والعشرين رموا على فاس سبعة من البمب.

ومن الغد وقع أيضا شر بالوادي المالح فجاء الوداية بعدد كثير وانهزموا وقطع منهم أهل فاس رءوسا وقتلوا منهم ما يزيد على الأربعين، وأما الجرحى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015