وركب أهل فاس نفضا بالزيات يرمي لناحية المحلة النازلة بظهر الرمكة ثم كتب أهل فاس كتابا لعبيد مشرع الرملة.
وفي زوال يوم الأربعاء رابع الشهر المذكور وقع القتال أيضا بقنطرة ابن طاطو مات فيه من أهل فاس نحو الستة.
ومن الغد وقع قتال كبير واشتد من الزوال إلى الغروب بالموضع المذكور ومات فيه من أهل فاس نحو الثمانية ومن غيرهم عدد كثير، وفي صبيحة هذا اليوم هدم أهل فاس المنزه الذي بدار أبي على الروسي ونهبوا دار صهره المزوار.
وفي الثاني عشر من الشهر كان قتال كبير بناحية باب الحديد، وامتد من الضحي إلى الغروب، مات فيه من أهل فاس نحو الثمانية ومن غيرهم من أهل المحلة نحو أربعين رجلا ونحو الثلاثين من الخيل. وفي عشية هذا اليوم قدم الأشراف الذين كانوا مسجونين بمكناسة ومعهم مولاي المستضيء (?) وأشراف مكناسة ليوقعوا الصلح بين الفريقين، ثم ذهب مولاي المستضيء مع جماعة من أعيان أهل فاس من أشراف وعلماء وتلاقوا مع السلطان ففرح بهم وسامحهم، وقال لهم: أرسل ولدي يسكن معكم وهو أمان بيني وبينكم، وقدم الذين ذهبوا مع مولاي المستضيء يوم الأربعاء الثالث والعشرين من ربيع الثاني المذكور بين المغرب والعشاء وضجت المدينة وظنوا أنهم عَدُو فتبين خلاف ذلك بعد ما وقع الحزام (?).
وفي السادس والعشرين ورد أبو فارس والد السلطان، وتلقاه الناس بظهر هو بالناس، ثم إن بعض الشياطين من الناس أسر في أذنيه أن أهل فاس عزموا على قتلك إن دخلت إليهم فنكص على عقبيه وولى هاربا، فوقعت رجفة وأخذ أهل