بعلمه، وتصدى لإصلاح فاسد ثلمه، وتمسك بشريف تلك الأذيال، وفاز بأزهى وأبهى مما احتوت عليه أيدى الإقبال، وأخذ بأثر صالحى الأمة. وصلة في تبليغ دين الله القويم عن جملة الأئمة. والله سبحانه يلهمنا وإياه لتلك المراشد، ويمدنا جميعًا بالتوفيق الراشد هـ.
وقوله في إجازة له أُخرى لفظها: الحمد لله المنفرد بالعظمة والكبرياء والجلالة التي أعشت أشعة صمديتها مرآة بصائر الخواص من الأولياء، والصلاة والسلام على سيدنا محمَّد المقتعد بعزته القعساء حقا ذورة الكمال والعلياء، والمبتعث للفوز إكسيرا وللسعادة كيمياء، وعلى الآل والأصحاب ومن انبسط به بسيط تلك الأفنية والرحاب، خير هذه الأمة، ومصابيح دياجيها المدلهمة، حتَّى لو لم يختم الله على النبوة لكان كثير منهم أنبياء، والرضا عن كل من هو لهم تابع، وعقد على عروة هذا الدين المحمدى الوثقى عقد الأصابع، فلهم المنة العظمى بما تناقلوه من أنواره إلى يوم الختم والانتهاء، وبعد فإن هذا الفقيه الجليل القدر، الحسن الذكر، الأجل الأفخم الأوحد الصدر. سيدي على بن ... (?) له ذكاء ثاقب واعتناء أعرب في مباديه عن العواقب، كان ممن توخى قبل هذه الأزمنة المثول بين يدي، وتصدى فيمن في سالفها للقراءة بمجلس الدرس لدى.
ولهذا العهد تاقت إلى طلب الإجازة له نفس أَبيه، لم تزل على تحصيل حاصل الأمانى حريصة بهمة سنية، فكنت فيمن ألح عليه فيه، وأشار إليه بكلتا يديه وفيه، واستدعى ذلك بما قدم أعلاه، ورقم من ذلك النسيج المحبر في أولاه، وجنى على غراسة أزاهر حديقته، ونظم من نثر بدائعه جواهر حقيقته، فجر على بني جنسه ذيل الإعجاب، وكشف جلباب الإحسان عن خفي مفاخره فانجاب.
وكيف وقد عكف منذ أيام طوال، وواظب على طلب العلم مدا أزمان خوال، حتَّى امتطى للمعارف غاربها وسنانها. وأيقظ لاقتناء الفضائل جفونا كان