عيونها قذى معوجا لا يكاد يستقيم، فرأيك في الرجوع إلى التناصف موفق إن شاء الله، ومتعين يصلح به المرء دينه ودنياه، عدولا عن أحدوثة نزع إليها البين وشيعها. والرحم كما علمت تدعو على من قطعها، ثم إنك وإن خاطبتك الخطط الإمامية، واختصت بإيثارك الحظوة الهمامية، لا جرم أن الله أراد دون عمرو خارجة، فغير لائق أن تنافس في داخلة أو خارجة، لكن المباهاة بما يخوله الإنسان بطر. والإعجاب به معرضة لانتباه القضاء والقدر، وإلا فكيف أحسده الاستنان بذلك المضمار، وقد علمت أنَّه معصم لم يكن الله ليدعه بغير سوار.
مع أنى عبد الله ضربت لا محالة في ذلك بسهم على أنف من يأباه ورغم، ومن البُخَارِيّ على السنة العامة، وأمثالهم السائرة المطردة العامة، قولهم من أخذ بالإصبع فقد أخذ بكل اليد، وما خالف قط في هذا أحد، هذا ولم يجدنى في رتبة فأقامنى منها, ولا في خطة فعزلنى عنها، ففيم الرجم بالغيب، والغضب من لا شيء غاية العيب بلا ريب.
فتلاف قبل التلف أوامرك، ولا تخذل بعد المصيبة بالسلف ناصرك، فأخوك أخوك لا تغرك الأصحاب، وابن أبيك لا تجد سواه لمواطن صعبة المسالك ضيقة الرحاب، فبعد النوم الانتباه، وبعد السكر الصحو الرافع للاشتباه، فشد عليه يد الضنين، واحرص عليه حرص اللثيم على تحصيل العين:
بع بين النَّاس فإنى ... خلف ممن تبيع
واتخذنى لك درعا ... قلصت عنه الدروع
وارم بى كل عدو ... إننى السهم السريع
فمثلك من دعى إلى مكرمة فأجاب، وكشف ظلمة هذا الليل المنجاب، وبقاؤك على هذه الحال، القائدة لحوادث شديدة المحال، والاستماع لكثرة القيل والقال، شأن ضعفة العقول من النساء والرجال، مما يفسد السريرة، ويطمس