نحو وسحر، توشح بصحاح الأنقال، وترشح لحمل أعباء تلك الأنقال، فامتازت رموز مشروحه، وتمايزت كنوز صروحه ومزجه به فازدادا طربا، وذلك لا محالة شاهدا باتساع عارضة الواضع، وعائد عليه بحسن الذكرى في معارضة تلك المواضع، وقد بين الصبح لذى عين، ما قرت به العين:
ونفرح بالمولود من آل برمك ... ولا سيما كان من ولد الفضل
فلا يستغرب أحد استحداثه، في سن الحداثة، ولا ميراثه، في هذه الوراثة، فإن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، وعلى حد السواء حال من ركب فيه إليه كحال من مشى، والله يرقيه مراقى سلفه الصالح، ويقيه حسد من يرى المفاسد في المصالح، آمين" هـ صح من خطه مباشرة.
ولما تُوفِّي أبوه نشأ بينه وبين أخيه أبي العباس أَحْمد المترجم في الأحمدين شحناء نالت من كل منهما فكتب المترجم إليه:
"ألا إن لله تعالى ألطافا موطأة الأكناف، كفيلة بالائتلاف بلا خلاف، تقوض أوتاد الفتن، وتحسم شأفة هاتيك الإحن، وحيتئذ فحظ أخيك، منك حظ من عاوده الشباب، بعد أَن هرم وشاب، فهل لك في الحسنى، والسبق إلى ما هو أسنى، تميل إليك الأهواء، وتغتبط بك الآراء، ولو لم يكن فيه، الأسد فيه، وقد أسمع المكروه غير مرة، وتجرع من سخف القول حلوه ومره. لكان كافيًا أن تطوى عنه تلك الشقة. وأن يغلق إذا لم تكن مما فات كل ما عليه حقه، إلى ما خص به من بني جنسه، مما لو فصل لقيل يقرئك السلام مادح نفسه.
على أنى إن صدعت بالحق فلى أسوة حسنة في النبى الصالح يوسف بن يعقوب بن إبراهيم في قوله اجعلني على خزائن الأرض إنِّي حفيظ عليم، وما ظنك بمن تراه أعاديه في نحورها شجى يغص به منهم الظاعن والمقيم، وفى داخل