غابت بواكى ميت في غربة ... وجفاه من يغشاه والزوار

وكذلك الدنيا متى ما أقبلت ... ولت لها الإقبال والإدبار

لو شاء ربى لم يكن شئ ولا ... شمت العدا لما بدا الإضرار

ولرب مسرور بمصرعه الذى ... من قبله حكمت به الأقدار

إن يشتفى أنى له بالأمن من ... تلك المصارع أم له أنظار

والله يفعل ما يشاء في ملكه ... بالحق وهو الفاعل المختار

وهو المؤمل أن يصير أخى إلى ... جنات عدن تحتها الأنهار

وهو الذي يرجى لكل عظيمة ... ومن استجار به فنعم الجار

وهو الذي رفعت إليه ضراعتى ... في غفر ذنبى إنه غفار

وهو الذي عم الورى إحسانه ... ما غاضه الإلحاح والإكثار

وهو الذي ما زلت أرجو فضله ... لا نال ما أهوى وما أختار

وهو الذي أن جيئته أَلفيته ... ما دون ما أملته أستار

وبه ندافع ما نخاف من الأذى ... لا ما تحاوله لنا الْأَنصار

وبه العناية في المطالب كلها ... ما صرحت أولا به الأشعار

نثره: من ذلك ما كتبه تقريظا لشرح صاحبه أبي مدين الفاسى على مؤلف ابن فارس في السيرة النبوية (?) بعد الحمدلة:

"طالعت هذا المصنف، المقرط المشنف، واستقريت مسائله إلَّا ما شذ، وسبرت وسائله فإذا هو في فعناه فذ، بيانه سحر، وتبيانه شذور نضار يتلألأ منه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015