وستين وسبعمائة، وعلى العلامة شمس الدين أبى عبد الله محمد بن جابر المتوفى سنة سبعمائة وتسع وسبعين، وعلى العلامة محمد ابن محمد بن أحمد القرشى المَفرِى قاضى القضاة بفاس وغيرها من العلماء الأعلام.
وأخذ عنه أفاضل الفطاحل من قادة العلم كابن المهنى، والوزير ابن زمرك، وأبى عبد الله الشريشى، وأحمد بن سليمان بن فركون، وأبى محمد بن عطية وغيرهم.
وترجمته أفردت بالتأليف، توفى شهيدا بفاس سنة ست وسبعين وسبعمائة ودفن خارج باب الشريعة المعروف اليوم بباب محروق، وضريحه الآن عليه حوش صغير بمقابلة من روضة سيدى عبد النور، يفصل بينهما الطريق الممرور عليها لظهر الخميس.
والزاويتان اللتان وصفهما ابن الخطيب في كلامه المتقدم، هما: الزاوية القورجية، وزاوية باب المشاورين، والمدارس الثلاث، هى: مدرسة الشهود، والمدرسة الجديدة، وهى المعروفة اليوم بالبوعنانية، ومدرسة سماط العدول الآن، والقصبة هى: المرينية وقد بينا فيما سبق ما يتعلق بذلك كله.
وفى وصف هذه البلدة أيضًا يقول قاضى الدولة الإسماعيلية بها العلامة المبرز سيدى أبو مدين السوسى في كتاب رفعه لمولانا إسماعيل: هذه الحضرة المشرفة بعناية مولانا إذ جعلها من ثماره. واصطفاها لقربه وجواره. وشنفها من بديع الفراديس ورفيع القباب، بما لو رآه الإسكندر لاعترف بأنه العجب العجاب، قد حليت من المحاسن بمنتهاها، وأسعدها الإسعاف بنيل أرفع مشتهاها، والعلوم قد تدفقت بها أنهارها، وتفتقت على أرج التحصيل أزهارها هـ.
وقد أكثر الشعراء والكتاب قديما وحديثا من وصف هذه المدينة التي كل بلد من محاسنها مدينة، وذكر شرفها الأصيل، والتفنن في نشر ذلك في قوالب