قلت: "نفاضة الجراب. في علالة الاغتراب. بمن بقى من الأصحاب" هى في أربعة أسفار.
"وريحانة الكتاب. ونجعة المنتاب. في الرسائل والمكاتبات" في جزء ضخم وهى مما ضمته مكتبتنا، وقد وهم من قال إنها في ثمانية أسفار، وما نقله ابن غازى عنها مثله باللفظ لابن الخطيب أيضا في "معيار الاختيار، في ذكر المعاهد والديار"، ومراد ابن الخطيب بالحضرة فاس، كما نبه في "نفح الطيب" قائلا: ويعنى بالحضرة مدينة فاس المحروسة، لأنها إذ ذاك كرسى الخلافة ومكناسة مقر الوزارة، وأهل المغرب يعبرون عن المدينة التي فيها كرسى الخلافة بالحضرة (?) هـ.
وأبو عبد الله بن الخطيب هو الإمام القدوة الهمام، بغية الآمل، العالم الأديب الكامل، الفقيه الأكتب المتحلى بأجمل الشمائل، الحافظ المتقن، المدرس المتفتن، ذو الوزارتين، لسان الدنيا والدين، وفخر الإسلام بالأندلس في عصره أبو عبد الله محمد بن الفقيه الرئيس عبد الله بن الفقيه الكاتب القائد سعيد بن عبد الله بن الفقيه الصالح ولى الله سعيد بن على بن أحمد السلمانى القرشى القرطبى الأصل ثم الطليطلى ثم اللوشى ثم الغرناطى المالكى المذهب. يعرف بيتهم قديما ببنى الوزير، وحديثا بلوشة ببنى الخطيب، ولد في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة ثلاث عشر وسبعمائة، وقرأ القرآن أولا على أبى عبد الله بن عبد المولى العواد، ثم على أستاذ الجماعة أبى الحسن القيجاطى، وقرأ العربية والفقه والتفسير على العلامة أبى عبد الله البيري، وقرأ على الخطيب ابن جزى، وعلى قاضى الجماعة أبى عبد الله بن بكر، وتأدب على الرئيس ابن الجياب، وأخذ الطب والتعاليم وصناعة التعديل عن أبى زكريا بن هذيل، وقرأ على العلامة أبى القاسم محمد بن أحمد السبتى قاضى الجماعة بغرناطة المتوفى سنة إحدى.