فضل الهواء وصحة الماء الذى ... يجرى بها وسلامة المخزون
سحت عليها كل عين ثَرة ... للمزن هامية الغمام هَتُون
فاحمر خدُّ الورد بين أباطح ... وافترّ ثغر الزهر فوق غصون
ولقد كفاها شاهدا مهما ادعت ... قصب السياق القربُ من زَرْهُون
جبل تضاحكت البروق بجوِّه ... فبكت عِذَابُ عيونه بعيون
وكأنما هو بربرى وافد (?) ... في لوحه والتين والزيتون
حييت من بلد خصيب أرضه ... مثوى أمان أو مناخ أمون
وضفت عليك (?) من الإله عناية ... تكسوك ثوبى أمنة وسكون (?)
انتهى.
ما قصدنا نقله من نفاضة الجراب، ولم أكن وقفت عليها حين ابتدأت هذا المجموع فلذلك اقتصرت في صدره على الخمسة الأبيات التي علقت بحفظى من هذه القصيدة.
وقال في "ريحانة الكتاب. ونجعة المنتاب": مكناسة مدينة أصيلة، وشعب للمحاسن وفصيلة. فضلها الله تعالى ورعاها، وأخرج منها ماءها ومرعاها، فجانبها مريع، وخيرها سريع، ووضعها له في فقه الفضائل تفريع، عدل فيها الزمان، وانسدل الأمان، وفاقت الفواكه فواكهها، ولا سيما الرمان، وحفظ أقواتها الاختزان، ولطفت فيها الأوانى والكيزان، ودنا من الحضرة جوارها، فكثر قصادها من الوزراء وزوارها، وبها المدارس والفقهاء، ولقصبتها الأبهة والبهاء، والمقاصير والأبهاء. انتهى. من خطه.