[المطلب الثاني]
[في نعوتها التي أسلت عن الحسناء والحسن] [وأنست من البقاع سواها كل سهل وحزن]
قال في الروض: ولو لم يكن من مفاخر مدينة مكناسة إلا اشتمال عملها على مدفن وليّ الله تعالى المجمع عليه شيخ المشايخ سيدى أبى يعزى، لكان كافيا وقد ذكرت في الفهرسة المرسومة بالتعلل برسوم الإسناد -بعد انتقال أهل المنزل والناد- بعض من لقيت بها كالشيخ الفقيه المتفق أبى زيد عبد الرحمن الكوانى، والشيخ الأستاذ أبى الحسن بن منون الحسنى، والشيخ الخطيب الأحفل أبى العباس أحمد بن سعيد الغفجميسى، كما ذكرت هناك شيخنا العلامة أبا عبد الله القورى فيمن لقيت بمدينة فاس كلأها الله تعالى، وكان هذان الشيخان قد ارتحلا من مكناسة إلى فاس وصبب ارتحالهما مشهور عند الناس، فلنقبض عنه العنان والله المستعان. اهـ. من خطه (?).
قلت: أبو يعزى (?)، هو الولى الكامل العارف الشهير قال فيه اين أبى زرع في "روض القرطاس": قطب دهره، أعجوبة عصره، أبو يَعْزَى يِلَنُّور بن ميمون ابن عبد الله الهزميرى، قيل من بنى صبيح من هسكورة، مات وقد نيف على المائة وثلاثين سنة، أقام منها عشرين سنة سائحا في الجبال المشرفة على تنميل، ثم ارتحل إلى السواحل فقام بها منقطعا ثمانى عشرة سنة، لا يتعيش إلا من نبات الأرض، وكان أسود كبدى اللون طويلا رقيقا يلبس تليسا وبرنسا مرقعا وشاشية عزف على رأسه. اهـ.
ونقل في المعزى عن عصريه مولانا عبد القادر الجيلانى أنه قال فيه إنه عبد حبشى. اهـ.