الإسماعيلى الهائل خارجه وهذه الأبواب الثمانية كلها -والله أعلم- من إنشاء المولى إسماعيل، والمرس المذكور هو من أعظم الآثار الإسماعيلية، وقد أدركنا هذا المرس يعمر بما يجبى إليه من زكوات الإيالة المولوية المجاورة للديار المكناسية وعليه قيمون يحرسونه وأمناء على محصولات ما تجبى إليه سنويا إلى أن اختل ذلك بحدوث الترتيب والضرائب الوقتية.
فهذه أبواب المدينة الموجودة لهذا العهد، وكلها كما علمت من التأسيسات الإسماعيلية غير باب زين العابدين، وبابى السيبة، ووجه العروس.
أما الأول فلولده من صلبه، وأما الأخيران فلحفيده مولاى عبد الرحمن بن هشام بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل، وقد أسس غير ما ذكر من الأبواب العظيمة ذات الهياكل المدهشة التي صارت داخل المدينة وبالأخص في قصبته السعيدة.
قال أبو القاسم الزيانى ومن تابعه: إنه جعل للقصبة عشرين بابا في غاية السعة والارتفاع مقبوة، وفوق كل باب منها برج عظيم عليه من المدافع النحاسية العظيمة الأشكال ما يقضى منه العجب. اهـ.
قلت: هذا غالب ما يتعلق بتفاصيل التأسيسات المكناسية من لدن شأنها إلى الوقت الحاضر، وأما الإتيان على جميعها فمن قبيل المحال، لا يعلم حقيقة ذلك إلا الكبير المتعال، وما أتينا به من ذلك لم يحوه قبل تقييدنا هذا ديوان، ولا حاز فضيلة حفظه وجمعه واحد من أبناء الإنسان، على طول الآنات ومر الزمان، والفضل في ذلك للواهب الفتاح المنان، وأنت ترى جل تلك التأسيسات والمآثر الخالدة التالدة، إنما هى لملوكنا العلويين، وقاداتنا الأكرمين، ذوى الأيادى البيضاء على الإسلام والمسلمين، أعز الله كلمتهم، وأدام في سماء المعالى منزلتهم، آمين.