ونص كتاب رحمانى للملك جورج الرابع ملك الإنجليز جواب عن كتاب له في بعض الأغراض:
"الحمد لله وحده الملك الكبير، العليم الخبير، المنفرد بالملك الحقيقى والتدبير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، من أمير المؤمنين المتوكل على رب العالمين، عبد الرحمن بن أمير المؤمنين هشام بن أمير المؤمنين محمد بن أمير المؤمنين عبد الله بن أمير المؤمنين إسماعيل الشريف الحسنى العلوى أمير المغرب أيد الله أمره، وأطال في عز الخلافة عمره، وأبد نصره، وأسعد زمانه وعصره، لعظيم الروم وزعيم الدولة التي مبرتها شهيرة، وسيرتها في الملة النصرانية أحسن سيرة، ذات الشاه الكبير، والمحل الخطير، الملحوظ من جانب الإسلام، بمزيد الاهتمام، ورعى الذمام، ومنجد ملة النصارى، سياسة واستبصارا، وكبيرهم الذى طلع في أفق التدبير نهارا، وقابل أغراض ملته بالشكر سرا وجهارا، فانشق من روض سياسته أزهارا، والرئيس الذى هو الواسطة في عقد قوم عيسى وعاقلهم أميرًا ورئيسا، الأمير جورج الرابع القائم سلطانا بأمر الملك الحق، وخالق الخلق، على مملكة بريطانيا.
أما بعد حمد الله الذى بيده الأمر كله، وليس للوجود إلا فعله، فإنه وصلنا كتابكم، وأنهى لحضرتنا العلية بالله خطابكم، الذى أملى وكتب بديوان مدينة لوندرة بتاريخ 31 من شهر مايو من عام 1827 مسيحية الموافق 5 من ذى القعدة الحرام 1242 من الهجرة النبوية المترجم على يد الوزير كوردتيش فقرأناه، وفهمنا لفظه ومعناه، وعرفنا ما أنتم عليه من كمال العناية بعلى جنابنا، وجميل الرعاية لعزة بابنا، حتى إن إشارتنا لديكم مقبولة، وأغراضنا على كاهل المبرة محمولة، وأسباب رعاية من انضاف إلينا موصولة، كل ذلك طلبا لدوام العشرة والمبرة، وحصول الألفة بين الدولتين والمسرة.