ومنها تجديد السقاية التي ببطحاء الهديم قبالة باب منصور العلج، تلك السقاية العجيبة الشكل العديمة المثال التي لم ينسج على منوالها في حاضر الأزمان ولا في غابرها ناسج، فما شئت من تزويق وتنميق، ونقش رقيق، يستلفت الأنظار، ويستوقف الأبصار، وكان تجديده لهذه السقاية على ما وصفناه عام اثنين وثلاثين وثلاثمائة وألف، ويدل لذلك ما هو منقوش في أعاليها ولفظه:

يا ناظرا في بهائي ... ورونقي وازدهائي

فبغيتي ومنائي ... منك جميل الدعاء

إلى جناب تسامى ... به ابتداء انتهائي

مولاي يوسف أضحى ... محبوب دان ونائي

مع المقيم العمومي ... رئيس ناس الولاء

وأهل مجلس نصح ... وهمة في ارتقاء

فادع لكل بخير ... شكرا على جري ماء

وقل مؤرخ هذا ... تاريخ زين بنائي

أشار للتاريخ المومي إليه بحروف الشطر الأخير من القطعة، ومع الأسف فقد مد الخراب لهذه السقاية يد الاعتداء ولم تجد منجدا، فإن دام حالها هكذا رجعت إلى ما كانت آلت إليه قبل، فإن هذه السقاية هي التي يعبر عنها في العقود الحبسية القديمة بالسقاية الكبرى، ففى بعض العقود الحبسية ما لفظه:

أرباب البصر سئل منهم الوقوف على عين مسجد رواغة الكائن بالهديم من الحضرة المذكورة المجاور للسقاية الكبرى التي هناك. اهـ.

وقد كان الدهر أخنى على هذه السقاية حتى تعطل وصول الماء إليها وصارت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015