وبعد: فقد بلغنا انحراف إخوانكم عن الإسلام ودخولهم في حزب الكفر وشيعته، واختيارهم للكفر عن الإيمان، نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، وركوب ما يجلب سخط الله اليوم وغدا.
وقد كتبنا لكم هذا الكتاب غيرة على جانبكم وموعظة لكم ولإخوانكم، فإذا قرأتموه تقدموا لإخوانكم بالتذكرة والموعظة، وحذروهم سطوة الله وغضبه النازل على من والى الكفر وشيعته، وبالغوا في تذكيرهم ووعظهم لعل الله أن ينفعهم بذلك فيستيقظوا من غفلتهم ويرجعوا من ضلالتهم، ففى الحديث: لأن يهدى الله بك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس، وإياكم أن يستفزكم العدو الكافر بخداعه، فإنما ذلك كالسراب سيضمحل عن قريب، فعضوا على دينكم بالنواجذ، وأخلصوا النية في جهاد عدوكم بحسن يقين بنصر الله وإعلاء دينه على الدين كله بوعده الصادق، وقوموا على ساق الجد في مقاطعة الكافر، ومصارمة أهل شيعته، قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ... . .} [المائدة: 51] وقال عز وجل: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)} [المائدة: 56].
ونأمركم أن تكونوا يدًا واحدة، ونفسا متحدة مع البركة السيد الشيخ بن الطيب البكرى، فإن المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضا، وقد أمرناه أن يصلح بينكم وبين إخوانكم قبائل الصحراء، حتى تكونوا معهم يداً واحدة على أعدائكم كما كنتم من قبل، لتربحوا وتنجحوا، ولا تقصروا في إرشاد إخوانكم حتى يرجعوا إليكم ويعمروا البلاد معكم، فإن الفرنصيص لا يأنفون من هذا ولا يكرهونه ولا يتعدون الحدود، ولا يطمعون فيمن هو من إيالتنا وإيالة أسلافنا قدسهم الله، وذلك لما جددنا معهم من الهدنة وعقدنا من المصالحة والسلام وفى 3 رمضان المعظم عام 1261".