والإحسان. سيدنا ومولانا عبد الرحمن، لا زالت مواهب الله على قلبه هائمة الانسجام، وعوارف معارفه دائمة الازدحام، وسلام على تلك الحضرة العالية بالله ورحمة الله وبركاته وتحياته دائمة متوالية.
هذا وقد وصل كتاب مولانا الشريف. العلى القدر المنيف، فاستفدنا منه سلامة سيدنا التي تحمد وتشكر، وتذكر ولا تنكر، أدام الله وجودكم للمسلمين، وأبقاكم رحمة للعالمين، وما ذكر سيدنا من قدومنا وانتداب المسلمين للجهاد فما قصرنا في ذلك بوصولنا تلاقينا مع هؤلاء القبائل، وقرأنا عليهم أمر سيدنا وأجابوا بالسمع والطاعة، وشرعوا يتهيئون للحركة، وبعثنا أمر سيدنا لزيان، وكنا في انتظارهم فنحن على ذاك، إذ سمعنا بخروج سيدنا من الرباط، فلم أدر ما السبب في ذلك؟ والتبس علينا الأمر، وبلغنا خبر جيش وجدة، وكذلك خبر الصويرة وما حل بأهلها، فتأسفنا على ذلك الغاية، والحمد لله على سلامة ولد سيدنا سيدى محمد ففى سلامته سلامة المسلمين، والعاقبة للمتقين.
ولما وصل كتاب سيدنا زال اللبس علينا وها نحن بصدد القدوم مع المجاهدين، وانتداب من طابت نفسه من المسلمين للمحل الذى أمر به سيدنا بإثره عاجلا إن شاء الله، مستعينا بالله وعلى محبتكم وودكم، سائلا دعاكم وملتمسا رضاكم حالا ومآلا، والسلام على سيدنا ورحمة الله، وفى 9 رمضان المعظم عام 1260.
محبكم ابن داوود بن العربي لطف الله به".
ومما كتب به للبعض من إيالته في الموضوع أصله بملف أوراق الحدود المغربية الموجود بمستودع الأوراق بالحضرة السلطانية، من الرباط، نصه بعد الحمدلة والصلاة والطابع:
"خدامنا الطرافى الباقين مع جماعة المسلمين، وفقكم الله وسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.