حتى تقوم الساعة وهم بالغرب" وفى رواية بالمغرب نسأل الله سبحانه أن يجعلنا وإياكم منهم، فقد كان الدين عند ابتدائه غريبا فأظهره الله على الدين كله وأقسم سبحانه بنصر من ينصره فقال: {... وَلَيَنصُرَنَّ اللَّه مَن يَنصُرُهُ ... (40)} [الحج: 40] فهو تعالى المتكفل بإعزازه وإعلائه، والممد بالظهور والنصر لأوليائه، فعلينا امتثال أمره، وعليه سبحانه إمدادنا بنصره، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون، والسلام.
قال صاحب الابتسام: انتهت هذه الرسالة من خط ابن إدريس وعلى هذا المساق الرسائل التي كان يبعث له منذ ظهر إلى أن غبر وانقطع منه الأثر هـ لفظه.
ومن تأمل بإنصاف تصريحات المرحوم المنعم الأمير أبى عبد الله محمد نجل الأمير عبد القادر المذكور في مؤلفه تحفة الزائر صحيفة 206. وصحيفة 207.
وصحيفة 317: علم علما يقينا صِدْقَ ما ذكرناه، ولم يبق له أدنى ريب في حسن نوايا الجد ابن هشام وإخلاصه للأمير عبد القادر وموازرته له وطهارة سريرته نحوه، وإبدائه النصائح لسموه وسعيه في إزالة ما ينشأ من خلف أو سوء فهم بينه وبين غيره من المجاهدين المدافعين، ولكن لما رأى استيلاء الأجنبى على بلدان المغرب الأوسط واحدة تلو الأخرى حتى اضطر الأمير عبد القادر إلى الفرار من بلده والحلول بأطراف إيالة المغرب الأقصى ومد الأجنبى بسب ذلك يد العداء والانتقام في بعض الثغور المغربية وأطراف الإيالة السلطانية، وألجأ ذلك الجد ابن هشام إلى مناشبة الحرب مع الجند الفرنسى، وكان له الظهور على الجند المغربى لعدم تكافؤ القوتين، وعدم اتحاد القلوب، وغير ذلك من الأسباب التي لا تكاد تعزب عن المطالع اللبيب.
وهجمت بوارج فرنسا على ثغرى طنجة والصويرة، وقذفت أفواه مدافعها الكور عليهما على حين غفلة، واحتلت وجدة وضيقت على سلطنة المغرب برا وبحرا، وصمم الجيش الفرنسى على اقتفاء أثر الأمير عبد القادر حيث ما حل