وانشراح الصدر ما لا نقدر قدره، ولا نكيف أمره، نسأل الله أن تكون كذلك، وحمد الله واجب علينا لا سيما حين جرت علينا المقادير باللطف والرأفة، وسيق كل منا لما قدر له وعليه محفوفا بالعناية، فإنا لو حاولنا غير ما نحن فيه واستظهرنا بالجن والإنس والملائكة ما كان غير ما هو كائن، فلنطب نفسا ونعلم يقينا أننا في عافية، فإنها غير محصورة فيما صورته صورتها، والحق تعالى إنما أذن لعباده في الأسباب وجعل لهم الكسب وصورة الاختيار قبل ظهور مراده.
أما بعد إبداء قضائه وقدره، فليس لهم إلا تلقف مواقع القدر شريعة وحقيقة، وإرادتهم غير إرادة الله قريبة من الكفر، أو هى الكفر، ومراد الحق تعالى أن يتعرف لنا فى كل شئ حتى لا نجهله في شئ.
اللهم أشعرنا لطفك حيثما أقمتنا حتى نكون بك ولك.
وإنه تعالى أوجب ما أراده فينا مثل ما أوجبه فيما أراده منا، فكما يجب علينا قبول هذا يجب قبول ذاك.
وأن عيالك وأولادك في خير، ويصلك كتابهم مع هذا الكتاب، وأننا وقت التاريخ اطلب وزير الحرب يجمعهم معنا وأنه لا يخيب ظننا ولا يرد كلمتنا إن شاء الله، فكن على هناء منهم في القراءة وغيرها مثل أنفسنا، وإذا تسرحنا إلى الشرق إن شاء الله نطلب تسريحهم أو ذهابهم معنا إلى الشرق وأن تسريحنا قريب إن شاء الله، فإن الجنرال ذو لا منسيار صار من عظماء الدولة وهو حبيبنا حارص على تعجيل تسريحنا.
وما أقعدنا هذه الأيام إلا ما كتبه الله لنا من الماء والطعام، فإننا في أيام الدولة السابقة حين وصلنا إلى طولون، واسترحنا من تعب البحر، وعزموا على سفرنا، وأخذوا في أهبة السفر وقع ما وقع من التبديل، ولما جلس في دار الإمارة