عن الخاص والعام، فإن ذلك الفتان جر البلاء لأهل الواسطة حتى جرأ عدو الدين عليها حتى جاس خلالها، وكسر شوكة أهلها وزادهم انحياشا للكفر، وتوغلا في الشر، بإجلابه عليهم، ونهب ما أبقت لهم الفتنة من أموالهم، وحكم فيهم بحكم الطاغوت من استحلال الدماء والأموال، وانتشار الفساد إلى العيال، فإذا ظهرت له بارقة من الكفار لجأ إلى حوزكم، واحتمى بكم، وجعلكم حجابا بينه وبينهم ليجر لكم الفتنة والوبال، ويرميكم كما رمى من قبلكم بالمحنة والخبال.

وأنتم عن دسائسه ساهون، وعن مكره بكم لاهون، ولو عقلتم رشدكم، وحفظتم عهدكم، لكان أعدى الأعادى إليكم، ولعاجلتموه بالقتال والدفاع عن حوزتكم، وأخرجتموه وأتباعه عن بلادكم. ليطيب لكم العيش، ولا يطرق الرومى حِمَاكم، بعسكر ولا جيش، وحتى لو ظهر من الرومى نقض لأمددناكم بجيوشنا المنصورة، وعاجلناكم بنصرتنا المشهورة، مع أنكم تجدون في العدو من الوفاء ما لا تجدون في تلك الشرذمة الفاسدة، والفئة الكاسدة.

فلا تظنوا بهم حمية ولا دفاعا، ولا تعتقدوا فيهم نصرة ولا انتفاعا، وانظروا ما تكرر على أسماعكم من وقائع غدره، وما رمى به المنحاشين إليه من ظلمه وضره، تعلمون ما يريد بكم ولكم، وما هو جار من سخط الله إليكم، فقد كاد أن يزلزل يقينكم، ولو ساعدتموه لبدل دينكم، فإنه حملكم على مخالفة من أوجب الله عليكم طاعته وبيعته في أعناقكم، وجراكم على عدم امتثال أمره مع اعترافكم بالسمع والطاعة في حال خلافكم.

هذا من فعل الشيطان إنه عدو مضل مبين، فتيقظوا لدسائسه واستعيذوا بالله من وساوسه، وأصرموا حباله ومن معه وأخرجوهم، وضيقوا عليهم بمنع الأسواق وأحرجوهم، لتعودوا عليكم بركة الامتثال، وتفوزوا برضا الكبير المتعال" هـ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015