إلى أن يخابر مرسله، فأمهله صاحب الترجمة وأمنه وأبقاه في ضيافته، فبعث لمرسله الأمير بجواب المترجم له فأعرض عنه ولم يجبه.

ثم بعد ذلك نهض الخليفتان بمن معهما من الجيوش من تازا وساروا إلى أن بلغوا سلوان، ثم وقعت مناوشة بين جيوش الأمير والجند السلطانى، ثم ارتحل الأمير وسار إلى أن عبر الوادى فاقتفت أثره الجنود وانضمت إليها جميع قبائل انكاد، ووقف الجيش الفرنسى بالحدود له بالمرصاد، ولم يتركوا للأمير ملجأ ولا منجى مما قدره الله وقضاه.

وهذه نسخة بطاقة لأهل آنكاد وبنى يزناسن في ذلك نقلا عن مسودتها المحفوظة بمستودع الأوراق بالقصر السلطانى بالرباط:

"خدامنا أهل آنجاد وبنى يزناسن كافة إلخ.

وبعد: فقد وصلنا كتابكم مخبرين بما صدر من أعداء الدين من تعدى الحدود وما قابلتموهم به من الغلظة والقوة، وأبديتموه من الحمية والأنفة، وتوجيه جماعة منكم مع كتاب عاملكم ومخاطبته بالجد حتى رجع عن مراده واعترف بخطئه وتعليه وأنصف للحق وصار ما دار بينكم وبينه منا على بال، ذلك هو الظن بكم، وهو المعهود من أهل الدين المتين، المتبعين لسبيل المهتدين، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون، والله معكم، والحق يعلو ولا يعلى عليه، والمؤمنون أقوياء بيقينهم، موقنون بنصر دينهم، مصدقون بوعد ربهم، وكان حقا علينا نصر المؤمنين.

واعلموا أن نزول الحاج عبد القادر ودخوله بين أظهركم هو الذى جرأ أعداء الدين عليكم، وجعل وجهتهم إليكم، ولولا هو ما طرق حماكم، ولا تعمد أذاكم، لأنا عقدنا معه الصلح الذى فيه مصلحة الإسلام، وسددنا بذلك باب الفتنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015