القائد محمد بن عبد الملك وكبراء البلد من القواد والطبجية وغيرهم، ففرحوا به أشد الفرح، وظهر عليهم من السرور والنشاط ما لا مزيد عليه، وحرضناهم وذكرناهم ومنيناهم وبينا لهم بعض ما أعد الله للمجاهدين من الأجر والمثوبة، وما ادخره لهم من رفيع الدرجات فقاموا فرحين مستبشرين، ودفعنا لهم الكتاب الشريف بعد ليقرأوه على من لم يحضر منهم ليعم الفرح جميعهم.
والقائد محمد اشعاش قد بذل المجهود، وظهر منه ما هو المعهود، فمنذ وصلنا لطنجة ورسله تترادف علينا منه من الخبز والبشماط (?) ما عم جميع المحلة، فالله يعينه على خدمة سيدنا الشريفة.
وورد علينا جسوس وكيل سيدنا بجبل طارق أمس تاريخه، فتلاقينا معه بالمحبة السعيدة، وذكر أنه راجع لمحله فورا والسيد بوسلهام ورد علينا منه كتاب يخبر فيه بأنه بأحد الغربية، وأنه بنية الورود لطنجة يوم الكتب، وهذا ما وجب به إعلام سيدنا والسلام وفى 27 رجب الفرد الحرام عام 1260 سليمان وفقه الله بمنه" صح من الفتوكرافية المأخوذة من أصله الموجود بملف الفتوكرافيات بالمكتبة العامة للحكومة بأجدال من رباط الفتح.
ولما اتصل بالمترجم ما حل بطنجة تضاعف همه وغمه، وتوقع الهجوم على الثغر الرباطى، فأخذ في الاحتياطات اللازمة، وكتب لعاملى العدوتين بالاستعداد، وصمم على المقام بالرباط، فبينما هو كذلك إذ حدث ما أوجب إسراعه بالنهوض لفاس، وما استقر به الثوى بفاس حتى بلغه هجوم الأسطول على ثغر الصويرة ومقاومة أهلها له بقدر إمكانهم، وأخيرا دخلها الأعراب النازلون حولها فنهبوا وعثوا وأفسدوا، فازداد ضجرا وضاقت عليه الأرض بما رحبت، ولم