ونص الثانى:

"سيدنا الإمام، المؤيد بالله الهمام، مولانا أمير المؤمنين، وناصر الملة والدين، وبعد أداء ما يجب من الإجلال والإعظام. وإهداء رفيع السلام. لعلى ذلك المقام، فقد وافانا الأمر الشريف، والخطاب العلى المنيف، فتلقيناه بالإعظام والإجلال، والمبادرة إلى أوامره بالامتثال. فإنا بحمد الله كما يحب سيدنا ويرضى من الوقوف والأخذ بالحزم في المصادر والموارد، فالعسة داخل البلد وخارجها ليلا ونهارا على أكمل وجه من الضبط والترتيب، فالكل قائم أحسن قيام.

وقد دخلنا قبل تاريخه بيوم إلى المدينة وقصدنا النظر إلى أبراجها فظهر لنا أن إصلاحها يتيسر في أقرب مدة، لأن رمى العدو لم يعم جميعها، وإنما كان يصيب شرفات البعض فتسقط إلا ما كان من البرج الجديد الذى طريقه مارة أسفل سور البلد الموالى للمرسى والبرج المتصل به من أعلى، فقد تهدم الكثير منهما، ودخلنا مسجدها الجديد فرأينا بسوره الموالى للبحر أثرا كثيرا من رمى المدفع له، وبسقفه أيضا وأحصى ما نزل بالمسجد فألفى ستا وثلاثين كورة، والواقع خارج البلاد شئ كثير جدا.

وقد جمع الأمين الحاج أحمد الرزينى مما وقع داخل البلد بالخصوص ثلاثة آلاف، وقد رأيناه مجموعا بالبرج الذى بإزاء باب المرسى، وأما ما وقع بالأجنة وأطراف البلد فإلى الآن لم يجمع منه شئ، وسمع أهل البلد من القنصوات بعد نزولهم ورجوعهم لمنازلهم أن ما رمى به قصمه الله ينيف على ستة آلاف بكثير، ومع هذا كله فالسلامة حاصلة بفضل الله وسعادة سيدنا.

وذكر لنا الأمين المذكور أن الكور الذى اجتمع عنده كله يصلح لوجود مثل تلك المدافع التي كان يرمى بها عندهم بالمرسى، وقرأنا كتاب سيدنا الشريف على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015