وقد عثرت على كتابين في هذا الشأن: أحدهما من القائد محمد عشعاش، والثانى من المولى سليمان يذكر فيه دخوله لطنجة وكيف وجدها بعد أن ضربها الأسطول الفرنسى ونص أولهما:

"أدام الله العز والتأييد والتمكين، والنصر والظفر والفتح المبين، لمولانا السلطان المعتصم بالله المعان، سيدنا ومولانا عبد الرحمن، زاد الله سيدنا عزا وشرفا ومكانة وتبجيلا وتعظيما، وسلام الله وتحياته ورحماته ورضوانه الطيبات المباركة على الحضرة المنيفة التركية، وبعد لثم حاشية البساط الكريم، وأداء الواجب للمقام الرفيع المبجل من التعظيم، فلا ريب أن ما فعل مراكب الفرنصيص بطنجة يوم الثلاثاء العشرين من شهر التاريخ من إطلاقهم عليها وتخريبهم بعضها لا يعزب عن كريم علم سيدنا، ولا شك أن نجل سيدنا الأسعد أنهى ذلك لكريم علم سيدنا وعليه اعتمدنا، والذي نعلم به سيدنا أن عشية يوم الخميس الثانى والعشرين من شهر التاريخ خرجت تلك المراكب عن آخرها وغاصوا في البحر الكبير، والشائع أنهم قاصدون التخريج على العرائش والرباط والصويرة، ثم يعودون لتطوان يفعلون بالجميع كفعلهم بطنجة.

ووجب أن نعلم سيدنا ليكون من أمرهم على بصيرة، ونجل سيدنا الأسعد مولانا سليمان كتب لنا أن نوجه، له الكمانية (?) فنحن نوجه له كل يوم ما يستحق له ولمحلته حفظه الله، وأقر عين سيدنا به وبإخوته، ولا حركة عند اللعين الفرنصيص في هذه الساعة للنزول في البرّ على ما بلغنا، وإنما غايته الفساد في المراسى، اللهم إن حدث شئ فالله يجعل كيده في نحره، والخفيف الذى أمر سيدنا بتوجيهه لفراجى قد وجهنا منه نحو الثلاثمائة ونحن ننتظر الإبل لنوجه له الكمال وعلى الخدمة والسلام في 23 رجب الفرد الحرام عام 1260.

الخديم محمد اشعاش وفقه الله آمين".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015