عملنا، وظهر له فشلنا، والله يبارك في عمر سيدى آمين والسلام في 20 رجب عام 1260.

محمد وفقه الله بمنه آمين".

ثم إن الخليفة المذكور خيم بجنوده على ضفة وادى يسلى حول وجدة، في ذلك البسيط الممتد من غير تَروِّ وَلا نظر في العواقب، وعندما نزلت المحلة على تلك الحالة، ورأى ذلك الأمير عبد القادر، قال لهم: إن هذه الفرش والأثاث والثقلة التي جئتم بها حتى وضعتموها بباب جيش هذا العدو، ليس من الحزم في شئ، والرأى أن لا تلاقوا العدو إلا وأنتم متحملون منكمشون بحيث لا يبقى لكم خباء مضروب على الأرض، وإلا فإن العدو متى رأى الأخبية مضروبة وإلا وقصدها ولا يرجع دونها ولو أفنى عليها عساكره، فلو أبقيتم هذه الأثقال بوادى زا، فإن كانت لكم فلا يبعد إتيانها، وإن كانت عليكم فتسلم من الأخذ وتجدون الراحة والمقام بها حتى تعودوا للقتال، ولكن لم يجد لنصحه أذنا واعية، فرجع من حيث أتى يتنفس الصعداء.

ثم إن بعض الأعراب لما رأى قائد تلمسان يريد أن يصبح الجيش السلطانى على حين غفلة، قدم على المحلة وأنذرهم بالهجوم عليه، وحقق لهم أنه ترك الجيش الفرنسى يستعد للنهوض إليهم حينا، فلم يلتفوا إليه، ولا رفعوا لخبره رأسا اعتمادا على قوة عددهم وبسالة مقاتلتهم، ولما كان الصباح أعجلهم قائد الفرقة المذكورة الجنرال (لامور يسير) الشهير عند العرب بابى هراوة وعسكر بجيشه بمغنية، وقبل فتح المخابرة هجم على الجيش المغربى في غلسن يوم الخميس ليلة الخامس من شعبان السنة.

ولما أشرف على اسلى، نظم جيشه على هيئة قلعة مركزها مئونة الجيش وأركان الجيش، تحيط بالمركز عسكر المشاة ثم الخيالة ثم القبائل الدائنة بطاعته،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015