إليه راجعون، نسأل الله ببركة سيدنا أن يجبر صدع الإسلام، ويكسر شوكة عبدة الأصنام، والمحال التي هنا في غاية النشاط، والسرور الانبساط، وما لحقتها خصاصة ولا تلحقها بحول الله وبركة سيدى ووجوده أيده الله.
والسيد عبد القادر بن محيى الدين تأخر بمن معه لملوية بألطف إشارة، وأوجز عبارة، من الطالب حميدة والشيخ حمدون بأمرنا وإشارتنا، فلم يبق للكافر الآن ما يعتذر به من جهته، والذى حققناه أن هذا العدو لا يقنع بتأخير السيد عبد القادر ولا بكل ما يفعل معه، إذ لا زال مصمما مع ضعفه الآن بالنسبة للمسلمين المجتمعين هنا على تعدى طوره إن وجد إليه سبيلا، وقد خوطب من قبل الطالب حميدة بنص ما في التقييدة الواصلة في على هذا الكتاب فأجاب بالامتناع من الخروج من مغنية، والمتعين خروجه منها إذ ليس في بقائه بها إلا الفساد، ورد هؤلاء القبائل للخوض والعناد، فيتعين اشتراط الخروج عليه منها عند عقد الصلح معه، وإلا فلا يتم كلامه ولا تحسم مادته ولا ينقطع تشوف من في قلبه مرض إليه، ولا يستقيم مع بقائه بها أمر من أمور هذه النواحى.
وهذه القبائل عزمت على الزحف عليه وإخراجه منها وإعمال موجبات التضييق عليه من قطع الماء عنه، وأخذ من خرج منها، ومنع من يريد الدخول إليه حتى لا يقر له بها قرار، ويطلب النجاة بنفسه والفرار، وإن تمادى على البقاء بها مع توفر أسباب إخراجه منها الآن وذهبت هذه الجموع، وبقى بها مد يده بل ورجله وملك ما شاء من قرى وأمصار، وصدر منه ما لم يصدر منه في عصر من الأعصار، فلا ينفع معه إلا الجد، ولا يخدع سيدنا بإبقاء عسته بها -أى بمغنية- فإنه يترك بها محلة لا عسة وحاصله مكائده لا يحدها حد، ولا تدخل تحت محمد، وما رضى أحد من هؤلاء القبائل بإبقائه بها خوفا من غدره، وجسارته ومكره، إن تفرقت هذه الجموع وكذا الحراك قالوا: إن رجعنا وأبقينا هذا الكافر بمحله ذهب