ولما اتصل هذا النبا بالمترجم وهو يومئذ بمراكش، وجه لخليفته بفاس ولده أبا عبد الله محمد للنظر في شأن الحدود ريثما تنفصل القضية بطريقة سلمية، فجهز جيشا من القبائل الغربية يبلغ ثلاثين ألف مقاتل، وسار به إلى أن بلغ وجدة، وألقى القبض على على بن الطيب رئيس المحلة السابقة المذكور.

وقد عثرت له على كتاب أرسله لوالده المترجم يخبره بحلوله بالعيون وما كان من اجتماع قبائل آنكاد والصحراء وحسن استعدادهم، ونصه بعد الحمدلة والصلاة:

"بعد تقبيل حاشية البساط الشريف، وأداء ما يجب بين يد سيدنا أيده الله من التبجيل والتعظيم والتشريف، يكون في علم مولانا أيده الله، أنا حللنا بعيون سيدى ملوك حلول عز ويمن وسعادة بوجود مولانا أدام الله وجوده، ونصر أعلامه وجنوده، وتلقتنا بها قبائل آنكاد بعطاطيشهم، وأظهرت من الفرح والسرور بمحال سيدنا أيده الله ما لم يعهد منها، وسكنت أنفسهم واطمأنت وزال عنهم ما كانوا فيه من الخوف والجزع، والروع والفزع، بسبب فعل ابن الأكناوى، وانحاشت إلى عاملها الطالب حميدة الشجعى، وانتظم شملها، وما بقى منها من تطمح عينه للعدو الكافر بوجه ولا بحال، كما تلقانا بتازا أخوال سيدنا الكرارمة في أحسن زى وأعجبه بعطاطيشهم أيضا، وقاموا بمؤنة المحلة أحسن قيام وصحبتنا كافة فرسانهم ورجالاتهم وجميع أعرابهم، وما تخلى أحد عنا من هؤلاء القبائل المعتبرة، ولا أظهرت عجزا ولا تكاسلا.

وقد اجتمع من القبائل الصحراوية أيضا خلق كثير لله الحمد وله المنة، والمسلمون الآن في غاية الظهور، والعدو من أجل ذلك ينادى بالويل والثبور.

هذا وقد بلغتنى كتب سيدى أيده الله ونصره في شأن العدو الكافر الذى جعل طنجة نصب عينيه، واستفدت منها ما حدث بطنجة من الهرج، فإنا لله وإنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015