الله والدار الآخرة، قال تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ... (114)} [النساء: 114]، وفضل الجهاد والترغيب فيه وما أعبد الله للمجاهدين في سبيله كتابا وسنة وإجماعا مما يعلمه كل من يعقل بالضرورة، فلا حاجة لنصب البراهين عليه:
وليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل
وها نحن وجهنا من خاصتنا وخيار جيش أخوالنا الأوداية، صاحبنا، حامله محمد بن العربى ليحضر الصلح المذكور، فإياك والتراخى، أصلحك الله والسلام في مهل المحرم الحرام فاتح عام 1250".
ومما يدل على أنَّه -مع تحمله أعباء الخلافة وقيامه بواجباتها قدر المستطاع- لم ينس نصيبه من الدنيا ما كتب به لابن عمه المولى الهاشمي ابن ملوك فيما يتعلق بجنان له ما نصه:
"ولد عمنا الأرضى، مولاى الهاشمي بن ملوك، سلام عليك ورحمة الله تعالى.
وبعد: فقد بلغنا أن سور الجنان كمل فاجعل له أساسا داخل السور حائطا به من كل الجهات عرضه ثمانية أشبار، واشتغل بجمع الحجر والجير ليكونا مهيأين ميسرين، وحين نكون بالغرب نوجه لكم كيفية الفصالة بحول الله، وما بداخل الجنان المذكور من الكدا ومدر الذور يجعل في الحفر التي به وبالأساس المذكور، والسلام في 24 من المحرم فاتح عام 1249" صح من أصله.
ومما يدل على ما كان من تبادل التجارة مع الخارج في عهده ما كتب به لأمناء العدوتين، وعامل الرباط، ونصه بعد الحمدلة والصلاة والطابع بداخله "عبد الرحمن بن هشام الله وليه":