وبعد: وصلنا كتابك الأول والثانى مخبرا بما شجر بينكم وبين الحاج عبد القادر بن الحاج محيى الدين، فغير خاف على أحد ما يريد العدو الكافر لذلك القطر من تشتيت كلمته، وموت مقاتلته وإهانته، وسبى ذراريه ونسائه، أحال الله بينه وبين ما يريد بما شاء من قدرته، ودافع عن حوزة الإسلام، وأصلح أمر الخاص والعام، بجاه سيدنا ومولانا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، ومهما ظهر بينكم خلاف وعدم ائتلاف إلَّا ونشط له عدو الدين، واعتقد أن حيلته ومكره تمكنا من المسلمين.

فعليكم أيها المسلمون بالتمسك بالكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف صالح هذه الأمة من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وتحمل الأذى، والصبر على ما آذى، فإن في طلبكم عدوا ماكرا، لم يزل فكره لأخذكم والحيل التي يتوصل بها لإهانتكم حائرا، فتفطنوا واستيقظوا من سنة الغفلة، واعملوا فيما يدرأ عنكم هذه الثلمة، وتضرعوا لمولانا جلت قدرته في كشف الرجز عنكم، وأزيلوا حظ النفس الأمارة، واسعوا فيما يجلب لكم الألفة قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ... (10)} [الحجرات: 10] وقال عز من قائل: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ... (29)} [الفتح: 29].

وأنت في ذلك القطر من العقلا، والرؤساء النبلا، فكان من حقك والأنسب لمثلك أن تصلح ما أفسد الحاج عبد القادر، وتسعى في ألفة المسلمين، وتنظر في العواقب، وتقصد بذلك وجه الله وحياطة المسلمين.

وعليه فإن أردت رضا الله ثم رضانا، فاجتهد في صلح بين خدامنا الدواثر والزمالة، والشيخ ابن الغمارى مع الحاج عبد القادر بن محيى الدين، لتجتمع كلمة المسلمين ويكونوا يدا واحدة على من سواهم، ونفسا متحدة على من عاداهم، وقذى في عين من ناوأهم، والله يتولى هداكم، واقصدوا بذلك وجه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015