وأعلمهم فيه أنَّه سينهض منه إلى وادى النجا أو العيون الزرق، ومنه إلى وادى فاس، ولما بلغوا وادى النجا أمر المترجم الديارة وابن يشو بالتوجه على باب الجيسة، والجيش البخاري على باب الساكمة، وتحالفوا على أن من لم يدخل من الباب المعين له لا تتزوج له بنت.

وخيم السلطان بجبل تغاة، وضرب به فسطاطه وخيمت الجيوش السلطانية من دار الأضياف إلى أعلى عين قادوس إلى وادى الملاح، وكان عدد تلك الجنود يناهز الخمسين ألفا، واشتعلت نيران الحرب وحمى الوطيس إلى أن صار الكور ينزل أمام المترجم، وذلك ثلاثة أيام قتل فيها بوسلهام المذكور.

ثم وقع الصلح بواسطة السيد الحاج العربى الوزانى، والطالب ابن جلول موقد نيران هذه الفتن بشروط شرطها الودايا، منها: عزل المولى عبد الهادى عن خطة القضاء، ومنها عزل الوزير ابن إدريس عن الوزارة، فلم يكن للمترجم بدل من قبول ذلك فعزل القاضي وولى مكانه السيد العربى الزرهونى، وولى مكان ابن إدريس المختار الجامعى، وتم الصلح وتفرقت أحزاب الضلال.

ثم بعد هذا كله لم يزل عرق فساد الودايا ينبض، فتصدى لهم المترجم ولم يقلع عنهم حتَّى أذعنوا قهرا، ولم يسعهم ومن شايعهم غير التوبة والإنابة فأقبلوا بصبيانهم وشيوخهم بالمصاحف والألواح متشفعين وبالنصر معلنين، وذلك في ثامن عشرى ربيع الثانى من العام.

ولم يزل صاحب الترجمة مخيمًا بجنوده خارج فاس إلى جمادى الثانية، فنهض لمكناسة، وكان حلوله به يوم السبت ثامن عشرى الشهر، وولى على فاس القائد الأحمر، وعزل الزرهونى عن القضاء، وولى مكانه أبا حسن على التسولى، ووجه الطاهر بن فرحون ومحمد بن مسعود والعكادى لسجن جزيرة الصويرة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015