للمدينة، وهذه القبة تحتوى على مباحات ثلاث محمولة على الأعمدة الخشبية، وثلاثة بيوت وبهو بوسطها إلى ما يتبع ذلك من منافع ومرافق، وجعل في الساقية المذكورة أمام المباح الجنوبي دولبا يحمل الماء من الساقية ويصبه في القنوات الموصلة له للخصة الواقعة أمام المباح المذكور وإلى غيرها من الفروع التي يجري فيها الماء، ثم مع السقاية التي بأسفل القبة المذكورة ويصعد لهذه القبة بدرج، وتحيط بجوانبها الثلاثة أبواب الزجاج الملون تركب هذه الأبواب هناك وقت حلول السلطان بالعاصمة المكناسية، وعند سفره تزال وتصان بالخزائن السلطانية إلى أن يعود من سفره فترجع لمحلها، وعلى هذا استمرار العمل إلى أواخز الدولة العزيزية.

ومنها إنشاء الباب الثاني لجامع القصبة المار الذكر والمباح داخله المشار له آنفا.

ومنها المباح الواقع على يسار الخارج من باب منصور العلج لبطحاء الهديم المحمول هو أي المباح على أساطين ستة حجرية، وكان إنشاؤه إياه على يد عاصمة سلفه المكناسية الباشا الأنصح القائد الجيلاني بن العواد الشهير، وكان ذلك المباح مُعَدًّا لجلوس أعيان الجيوش المظفرة وذوي الحيثيات منها في أوقات الأحكام المخزنية، حيث إن باب منصور العلج المذكور كان هو المحكمة الرسمية لباشا مكناس، يجلس به لفصل الخصوم وسماع المظالم كل يوم صباحا ومساء، وبهذه المحكمة الواقعة بباب قصبة الدار العالية بالله كانت العادة جارية في كل يوم جمعة يتناول الباشا وقواد اراحي الجيش الغداء أثر الفراغ من أداء فريضة الجمعة بجامع القصبة المار الذكر، وصائر ذلك من بيت المال ولم يزل العمل مستمرا على ذلك إلى انصرام دولة السلطان مولاي عبد العزيز، كما كانت العادة جارية بأن سائر الاحتفالات والأفراح المخزنية الرسمية التي تقام تحت رياسة الباشا إنما تكون بالباب المذكور، واستقر على ذلك الحال إلى أواخر الدولة الحفيظية.

ومن تأسيساته المباحان خارج باب قصر المحنشة السعيدة المحمولان على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015