اثنين وثلاثين عموم من الأعمدة الحجرية، وأعدهما لجلوس الموظفين ورؤساء رجال البساط الملوكى وذوي الحيثيات وقت جلوس السلطان للنظر في أمور الرعية كل غدو ورواح عندما يكون جنابه بالقصر المذكور، وعند جلوسه في غيره من القصور السلطانية، أو نهوض ركابه الشريف من العاصمة يعمر الحرس المباحين المذكورين ليلا ونهارا ظعن السلطان أو أقام، ومع الأسف فقد استولى الخراب على تلك المباحات وعما قريب يستأصل شأفتها إن لم تتداركها يد الإصلاح.

ومن آثاره إتمامه لمسجد ومنار ضريح الولي الشهير مولانا عبد القادر بن محمد بن بلقاسم العلمي، ونقل الخطبة من مسجذ سيدي أحمد بن خضراء إلى مسجده وذلك بعد وفاة صاحب الضريح، ووفاته كانت يوم الاثنين وقيل الجمعة سادس عشري رمضان المعظم سنة ست وستين ومائتين وألف.

كما أن السلطان مولانا عبد الرحمن المذكور هو الأمر والمنشئ لأحباس المسجد المذكور، وذلك من متخلف الولى سيدي عبد القادر المذكور حسبما تضمن ذلك ظهير له شريف هذه صورته:

خديمنا الأرضي الناظر الطاهر بن عثمان وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد: فقد بلغنا كتابك أن الولى الصالح سيدى عبد القادر العلمي نفع الله ببركاته، خلف من الناض اثني عشر ألف مثقال ومائة مثقال واحدة وواحدا وستين مثقالا وست أواقي وريع الأوقية، وقد كنا مهتمين بأمر مسجد زاويته المباركة الذي ابتدئ بناؤه في حياته من أين يكون الصائر على إكماله، حتى بلغنا تخليفه لهذا القدر المذكور فسري عنا، وعلمنا أن ذلك من بركاته رضي الله عنه، فنأمرك أن تقف في حيازة ذلك ووضعه تحت أيدي الأمناء هناك على وجه الحفظ والأمانة، وتشرع في إكمال المسجد المذكور وإتمام تلك الحسنة على حسب ما كان يشير به السيد المذكور في حياته، وجد في ذلك كل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015