ولذلك مَدَّ يَدَ الهدم والتخريب فيها لإزالة كل ما له قيمة، ولما صيرها بلاقع ولم يبق بها غير شاهق الجدرات المنسلخة عن كل زينة وما لا قيمة له توجب الالتفات نحوها، فعند ذلك سلمها لهم فتملكوها وبنوا فيها دورهم وأنشأوا بها غراسات متعددة واستقروا بها، ولا زال بها عقبهم إلى الحين الحالي يتصرفون فيها بالبيع والابتياع وسائر أنواع التصرفات.

ومن تأسيسات هذا السلطان الجليل المقدار مولانا سليمان السقايات التي على يمين ويسار الداخل من الباب المقابل لباب المعراض الشهير بالحرم الإدريسي بالزاوية، وكان تأسيسه لها عام ثمانية وعشرين ومائتين وألف، ويدل لذلك ما هو منقوش في زليج مثبت بالجدار الذي به السقايتان اللتان عن يمين الداخل ودونك لفظه:

تأمل بهجتي وبديع حسني ... وما ألبست من حلل البهاء

تجد عزي ومجدي وارتفاعي ... يفوق البدر في أفق السماء

جمعت من المحاسن كل فرد ... وأعظمها جوار أبي العلاء

إمام الغرب إدريس ذي المعالي ... سليل الأكرمين ذوي الوفاء

وقمت بباب روضته بجد ... أطهر زائريه بطيب ماء

بإذن إمامنا الأسمى بنوني ... وتاريخي (تجليت بالسناء)

أشار للتاريخ المذكور بحروف تجليت بالسناء.

ومن تأسيسات الأمير الأورع السلطان مولانا عبد الرحمن بن هشام بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل بالعاصمة الإسماعيلية قبب الخشب البديعة الشكل العجيبة المثال المعروفة باسم الخيمة، وهي الواقعة بجنان ابن حليمة في الجهة الشرقية منه المحمولة على ساقية وادي بوفكران التي يجري فيها ماؤه الداخل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015