ووصفه العلامة الخطيب السيد عبد الحفيظ الملقب الكبير الفاسى الفهرى في "إعراب الترجمان، عن قصة الأوَدايَة مع مولاى عبد الرحمن" بما لفظه: الإمام الَّذي حطت لديه السيادة ركابها، وأرخت عليه السعادة أطنابها، وتنظمت عقود مملكته أي انتظام، وانقادت له سوابق الخلافة بغير زمام، وتقلد بسيف النصر والمهاد، وقام على ساق الجد والاجتهاد، وشمر على ساعد السعد لنصرة الدين، مقتفيا آثار الخلفاء الراشدين، الأمير الَّذي ارتقى ذروة الجلال، وتحلى بأوصاف الكمال، وتفرد بالمحاسن الرائقة الجليلة الحسان، وجمع من الفضائل ما لم يأت على حصره لسان، رفيع القدر والشأن، أمير المؤمنين أبو زيد مولانا عبد الرحمن هـ.

وقال أبو محمد العربى بن على المشرفى الراشدى في مؤلفه "فتح المنان بشرح قصيدة ابن الونان" أو "المواهب السنية، في شرح الشمقمقية" -وكان شروعه في هذا الشرح مستهل شوال سنة 1294 أو في العشر الأواخر من رمضان، وانتهاء استخراجه من مبيضته أواخر جمادى الأولى سنة 1295 كما قال ذلك عن نفسه- في حق صاحب الترجمة ما لفظه:

أعز الله به الدين، وخذل الأعداء والبغاة المعتدين، وتمم مكارم الأخلاق لمن كان قبله، ولم يسود للإيمان وجها بل نور نهاره وأقمر ليله، وأرغم أنف الشيطان وأولياءه بوصية المولى سليمان، فكان في أسوأ الزمان حسنة الليالى والأيام، المضاعف أجرها للمولى الإمام، إذ هو الَّذي عهد له بالخلافة، وما شأن تصرفه طول عمره على وفق الشرع وما رام خلافه.

فهو الَّذي اختاره الله سلطانه العزيز، ورفعه على منصة التبريز، بل هو الإمام الَّذي ألقت إليه الإمامة زمامها، وقدمته الأفاضل لما اختص به من الفضائل أمامها، عميد المجد الَّذي لا يتناهى فخره، ووحيد الحسب الَّذي تسامى قدره،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015